الأحد، 28 أكتوبر 2012

شيءٌ هش .


الكتابة , شيءٌ هشٌ جدًا 

و رغم ذلك ترممُ كثيرًا من الكسور التي تنامُ في أرواحنا 

لا غِنى للكاتب عن حروفه , و إن تظاهر بالبعدِ عنها حينًا 

أو ادّعى عدم جدواها ,

الكتابة , هي دمٌ يجري بين الوريد و الشريان 

لاندرك متى يُصيبنا فقرٌ فيه , 

و متّى نقوى لنكون متطوعين و نتبرع بشيءٍ منه للآخرين 

قدْ يراها البعضُ تكلفًا , و يعتقد آخرٌ أنها كذبًا 

بيد أنّ الكتابة قوتٌ يملكهُ الفقراء قبل الأغنياء ,

و يستمتع فيه الأدنى دون الأعلى ,

لا يشعرُ بلذتها إلاّ كاتبٌ ذاق مرارة فقدِها لحينٍ

و لا يتشوقُ للارتواء بها إلاّ عاشق اعتاد استقاء الحبِّ من حروف معشوقته كل حين 

الكتابة

رئةٌ ثالثة أتنفس بها كلما شعرتُ بالحنين 

السبت، 13 أكتوبر 2012

جاهلية ورق .


الهواتف الذكية 

التكنولوجيا المُتنقلة 

سرقتنا من العالمِ الواقعي لعالمٍ آخر افتراضي 

الجميع , يجلسُ على ذات البقعة من الأرض 

لكن كلٌ يهيمُ في وادٍ

و ربما وادٍ على خريطة أخرى مختلفة التّضاريس

و مغايرة في الوقت و الطقوس و بدء التواريخ

ما عُدنا نتأمل أعينَ من نُحب , و أكتفينا بـ سماع هُتافات أحاديثهم 

و شُغلنا عن تفاصيل نبضاتِ الآخرين , و اكتفينا بـإيماءات تُبرهنُ أننا لازلنا على طيّ حواديثهم 

نسينا كيف نتأمل السماء ! و كيف نُطالع الشوارع في هدوء الإشارات

ما صرنا نُقهقه بصوتٍ مجنون سويًا 

بل فرقتنا سادية التكنولوجيا ليضحكَ كلًا منا وحيدًا 

اختلفت وظائف حواسنا 

فصرنا نسمع بـ ( أعيننا ) , و نتحدث بـ ( أيدينا )

و قد نشعر بـ ( أجهزتنا )

اختلطت مفاهيم الكلمات , و نسينا كيف تُنطقُ الأبجديات 

نامتْ أصواتنا في حناجرنا  و غفتْ عبراتنا بين شبكات العناكب الإلكترونية 

سادَ البرود في أجسادنا 

و سرتْ حُمى " اللاوجود " رغم التّواجد 

فـ هواتفنا الذكية

صيرتْ منا دُمى لا روح فيها لتبدو لعين الرائي غبية 

لا حِراك , ولا صوت

نسينا كيف يكون البوح !

,

التكنولوجيا المُتنقلة , انتشلتنا من أرض من حولنا فـ أبعدتنا 

و ليتنا غرقنا في جاهلية الورق التي جمّعتنا 


الجمعة، 5 أكتوبر 2012

قُبلاتٌ ملغومه .


 
أحاديث الأنامأحضانهم , قُبلاتهم 

كلّ هذه الأمور التّي يلتصقُ فيها الإحساس بـالملموس 

تجرّدتْ .

انفصلتْ عن بعضها البعض 

تمّ فضّ العقد الذي أُبرم بينهما منذُ بدء الإنسانية , 

فقدْ غدونا نتحدث لأُناسٍ لا تربطنا بهم صلةٌ روحيّة , 

وربما معهم نكونُ بشخصياتنا و أقربُ للعفويةِ 

 صرّنا نغضبُ , و نثور , و قدْ نعتب

لكن . . ما أن نتلاقى مع الآخرين حتّى نُسارعهم بالإحضان 

هُم ذاتهم من غضبنا منهم , وهُم عينهم من ثُرنا من تصرفاتهم

و بلغَ  من الضّيق عليهم ما لا يُعتقد في مكانِهم , 

بيد أنّا " احتضنّاهم

أصبحنا نُقبِّل الجميع و نطبع حبنا على رؤوس الكلّ 

احترامًا للبعض , و إجبارًا للآخر 

و روتينًا مع الكثير 

لربما لازلنا نحتفظ ببراءة قُبلاتنا مع الأطفال فقط 

لستُ سوداوية النّظرة كما سيعتقدُ البعض , 

لكن , أنا تفصيلية المنطق كما أعتقد 

أُقارن بين إحساس الأمسِ و حديثِ اليوم 

بين عفوية صور مضتْ و لذتّها , و جمود صورِ للتوِ اُلتُقطت و ملوحتها

ربّما . . 

الحدودُ أيًّا كانت جغرافية أو نفسية أو حتّى سلطوية 

حينَ تُفرض تُفقدنا كثيرًا مما كنّا نحب 

وشيئًا ليس بالكثيرِ مما نود 

و قليلاً مما كنّا نعتقد

,

همسة .. لا تفرضْ حدودًا في علاقاتك

فـ حتىّ خط الاستواء بوهميته لو اعتقدنا به لاضطررنا لـ تَعْبِيده

مواقع هامه