الخميس، 23 مايو 2013

طقوس *




في فترات الاختبارات 
التي باعدت بيني وبينها سنين أربع
لابد أن أمارس طقوسًا معتادة 
روتينًا متفقًا عليه و يومي
أولها الهجرة من سريري ومخدعي الهادئ لـ غرفة مجاورة ، لا أدري لمَ اعتدت ذلك 
رُبما لأشعر بأني أغترب طلبًا للعلم
و ثانيها أن يغدو نومي مرتبطًا بدقائق خمس دقائق بعد هذا الفصل و عشرة بعد الآخر و مكافأة بـ نصف ساعة إن أنهيت هذا الكم باكرًا 
ثالثها تُعقد اتفاقية صداقة مضاعفة بيني و بين أكواب القهوة و كاسات الشاي و حبات البنادول
كي نهدأ سويًا 
رابعها لابد أن أن أمتلك عدة أحذية - شباشب - منزلية كي أبادلُ الأدوار بينها كلّ حين و لا أنسى دور الجوارب الآسر في الأهمية 
خامسها ، أقلامي تدون أحرفها على الورق و على يدي حينًا و بجامتي ينالها نصيبٌ وافرٌ أيضًا من حبري
و السادس أني لابد أن ينقصَ وزني و تتآكل نضارة وجهي شيئًا فشيء ، تشكي عيناي غيومًا تحيط بسمائها ، امم رُبما أغدو بلا حياة إن طالَ أمد الاختبار
و السابع .. 
أني سأبكي أول أيام الاختبارات كالأطفال 
أندس تحت وسادتي و أشهق كثيرًا لأنفث سمّ الخوف الذي ينامُ في داخلي و أسكب التوتر بعيدًا عن عروقي 
أما الثامن فهو أني لا أتحدث إلا لمامًا 
أكتب كثيرًا و باسهاب لحدٍ فائض 
و تاسع الطقوس
أني أجوب منزلنا مترًا مترًا ،
و أجرب الجلوس في كلّ الزوايا 
رُبما فوق السرير أو في زاوية المدخل 
و قد أختارُ الممر لأكون من الجميع أقرب
أما آخرها 
أني أتشبثُ بأوراقي نهارًا و ليلًا
حتى حين أنام أضعها جواري كي أهجع بآمان
لا آكل إلا بوجودها و لا أتحدث إلا ممسكةً بها
نفترق فقط عند قاعة الامتحان .


* أنا مجنونة لحدٍ ما لكن للحق عقلي لايُستهان به لمدى بالغ *

هناك تعليق واحد:


  1. حتى لاختباراتنا طقوس مختلفة ، غريبة ، جميلة ، ممتعة ، عذبه ، حزينه ، مفرحه ، قاتله ،العصيبه ، صامته و كل شيء ...

    قبل ايام كنت متواجده بغرفه كنتُ دائماً على ود و وفاق معها بفترة الاختبارات و تلقائياً اخذت وضعية جلوسي بتلك الزاويه و متخيله بيدي رُزمه من الاوراق و امامي اكواب مكدسه من القهوة و الشاي و بقايا فُتات بسكويت و اوراق و كتاب للاختبار السابق و اشياء لا ادري كيف وصلت هنا ... !!
    حقاً ، ادمعت عيناي لتلك الايام العصيبه القاتلة .


    شكراً لك يا اسماء :")

    ردحذف

مواقع هامه