السبت، 20 يوليو 2013

ساقُ البامبو *

-



ثمةَ أمور انعدامُها يقتضي انقراض الإنسانية شيئًا فشيء
فـ متى ماتضاءلتْ من التّعاملِ البشري 
تعاظم الجمودُ و سيطر على الأنامِ بـ شكلٍ قصري

'

كـ الثّقةِ ، على دليلِ التعامل
نحنُ نثق بدءًا بـ حسنِ الظّن بالأطرافِ المُشاركة
سواءً أكانوا كائناتٍ تتنفسُ أرواحُهم الحياة أم جمادات نتوسد بهم ظروفَ الحياة

ولا أعظم من ثقتِنا بـ نافثِ الروحِ و ربِّ السماء السابعة
حينَ كانَ حديثهُ قدسيًا لـ عبادهِ 
مُوجّهًا أنّه موضعًا لـ حُسِن الظّن بهِ
و انعكاسٌ لـ جميلِ الرؤى من عينِ العبد الواثقة

فـ نحنُ نثق أنّ الغد أجمل
لأنّ اللهَ بهِ قد تكفّل 
و نثقُ أنّ المفقودَ ليسَ الأفضل 
لأنّ الموجود حتمًا هو الخيرُ 
وإنْ بأعيننا لمْ يكنْ الأمثل
و نثقُ أنّ السماء سـ تُمطر فرحًا
وإنْ أغرورقت الأرضُ بـ عَبراتِنا حُزنًا


و كذا تتمثلُ الـ ثقة بالكائنات
وإنْ لم ترتوِ بماءِ العقل فتُزهِر
فـ ساق البامبو
يُزرعُ و يُسقَى أعوامًا أربع 
لكنهُ يظلُّ تحتَ الأرضِ ينمو وعلى سطحِها لا يظهر
و في عامٍ ( خامسٍ ) يأتِي متبختر
تعلُو سيقانُه على ظهرِ الأرضِ بـ زهوٍ يُذكر
ولولا أنّ الزّارع يثقُ بما يعمل
و يعلّم أنّ الثّمرَ يُحصد بـ أملٍ 
ما تلبّس بـ رداءِ الصّبر و لـ جنيها ما تعجل
فـ رغمَ مانراهُ ظاهرًا من مميزِ منظرها
إلّا أنّ المضامين الكامنةَ خلفَ صلابةِ هذهِ الأغصان
تمنحُها منصبًا ذا شأنٍ في ميزانِ الثقة يُتعبر
فـ هي تُؤكد أنّ الصّبر و الثّقة متلازمان 
لاينفكُ أحدهما عن الآخر 
حتّى نكادُ نجزمُ أنّهما ظلان بلا مُنازع

'

الثّقةُ انعكاسُ للخيرِ المُبطّن في خفايا الأمور
فـ نحنُ لطالما نثقُ بالآخرين سـ نقفُ على أبوابِ الحياة متفائلين 
 و متّى ماخذلنا إحساسُ أحدهم كُسرنا وكُسرت صورٌ لايُعادُ ترميمها مهما بدونا في الصورةِ متآزرين
لذا فـ الثّقة الشيء الخَفي 
الذي يُهلِكنا متى ماخَفي 


* ثقْ بمَن هو أهلٌ للثقة ، و ليسَ ثمة مناطًا لها كـ الله 
الذي يربّت على قلوبنا بـ كلم القرآن قائلًا وموجهًا : 
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ }
فـ التّوكل قرينٌ لـ بالغِ الثقة بمَن نوكل إليهِ مبتدأ الأمور و منتهاها 


ومضة 
* نحنُ نثق و نسألُ بلا وجل مَن دومًا لنا الخير يسأل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواقع هامه