يا صديقة . . ∞
ها قدْ باعدت بيننا المسافات أميالاً . .
بعدما نالتْ سنينُ الفراقِ منّا و شاءت أيامًا . .
❛
أوَ تعلمينَ يا صديقة . . ؟
غدوتِ تسيرين على أرضٍ لا أشاركك حبيبات رمالها الذهبية . .
و ها أنتِ تُصلينَ فروضكِ في أوقاتٍ مغايرة لوقتِ دعواتي . .
و قدْ لا تسمعين نداء أذانها أو إيذانات دخولها الوقتية . .
أصبحتِ تطالعين الشمسَ في وقت أتأملُ فيه سكون القمر . .
و غدا قمري لا يلتقي بشمسكِ . .
❛
يا صَديقة . . ∞
ساعتي لم تعدّ مضبوطة الوقتِ و دقائقك . .
و أيامك متقدمة عليّ بـ ساعاتٍ ثلاث . .
و ربما أتقدمك في بعض الصلواتِ . .
أضحيتِ تتجولين في طرقاتٍ مغايرة لتفرعاتِ شوارعنا . .
و تركظين بين أشجارٍ ارتوت من ماءٍ لم يلامس طبقات سماءنا . .
❛
و أظنكِ ياصديقة . . ∞
صرتِ تمتلكين ذاكرة ممتلئة بـ أماكن لم نتشاركها . .
و أصوات لم نترنم بذباتها سويًا . .
و لهجاتٍ ليست بدوية و مترفة في الغنج . . بل هي أبعد ماتكون عن مخارج حروفنا التي تعلمنا هجاءها شيئًا فشيء . .
❛
يا صديقة . . ∞
باعدتْ بيننا حدود جغرافية . .
و فرقتْ بين أجسادنا حدود قارية . .
لكنْ . .
نبضات أفئدتنا تتشارك النبض في كل لحظة من حياتنا . .
و لذواتنا من كثير الدعوات التي بثثْناها في ظهر الغيب مخفية . .
❛